مشاركة مميزة

صورة تحمل رسالة مهمة

صورة تحمل رسالة مهمة! الرئيس التنفيذي لفيسبوك "مارك زوكربيرغ" يغطي الكاميرا والمايكروفون في جهازه الشخصي

الثلاثاء، 7 مارس 2017

عادات قديمة للبدو


حياة الترحال البدوية تتميز حياة سكان الصحراء بالترحال (التنقل) من مكان لآخر بحثا عن الكلأ والماء من لهم ولمواشيهم. الجمل (سفينة الصحراء) هو وسيلة النقل لديهم. تربية المواشي وحياة الترحال هما جزءٌ لا يتجزأ من حياة البدو. نمط حياتهم بسيط ولا يتغير، قائم على التنقل في طلب الرزق، حيث يمكثون في مراكز مؤقتة وعندما تقل الموارد في مكان سكناهم ينتقلون إلى أماكن أخرى. فالبدوي أول من سعى وطور علاقته بالطبيعة وتكيف مع ظروفها وانتزاع رزقه منها، مثل: مسكنه (بيت الشعر)، احتياجاته الغذائية وغيرها. لقد عرف البدو أنهم لا يستطيعون أن ينعموا بترف الحياة التي يعيشها أبناء المناطق الخصبة وهم قابعون في باديتهم القاحلة، لا يستطيعون خزن فائض الغذاء أو أن يصبحوا أغنياء، لذلك تميزت حياتهم بالبساطة، وكان عليهم أن يعتمدوا على ما هو متوفر في الطبيعة في كرم واسع حينا، وفي شحٍّ ضيق حينا آخر. تعتمد قدرة البدوي على العيش في الصحراء على الملاءمة بين المجالات الإنسانية والاجتماعية. فبعد أن كانت علاقته بالطبيعة علاقة تبعية وسلبية من جانبه أصبحت علاقة تعاون وتبادل، وبدأ الإنسان يتدخل وبشكل فعّال في تشكيل الحياة وتطويع الطبيعة. بالإضافة إلى الاكتفاء بما هو قليل ولحياة الزهد التي يعيشها البدوي، عليه أن يضحي بأمور كثيرة تعويضا لعيشه في الصحراء. كان عليه أن يتأقلم لحياة العزلة في الصحراء الخالية. وذلك بسبب عدم قدرة الصحراء على تزويد وسائل العيش لمجموعات كبيرة من الناس في مكان واحد. فالبدوي يمكنه البقاء منعزلا عن الناس لأيام كثيرة، عندما يخرج لوحده في عرض الصحراء لرعي الإبل والأغنام. يشعر بالأمان في النهار وقلقا في الليل خوفا من الأفاعي السامة والحيوانات المفترسة. بعد أن تعرّف على سلوك تلك الحيوانات طوّر طرق وقاية لتجنب أخطارها. كذلك عرف كيف يشعل النار من حجارة الصحراء. كما انه كان في حركة مستمرة بسبب حاجاته للقيام برعي المواشي أو للصيد. المبنى الاجتماعي حياة البدو في الصحراء منظمة في أطر واضحة. كل بدوي ينتمي إلى عائلة نووية مكونة من الأب، الأم وأولادهما. العائلة النووية هي جزء من العائلة الموسعة والمكونة من الجد والجدة الأبناء المتزوجين وغير المتزوجين والأحفاد. كل مجموعة عائلات موسعة ومتحدة تكوّن الحمولة. ومجموعة الحمائل تكون القبيلة. على رأس القبيلة يقف قائد القبيلة -شيخ القبيلة. وقفات للتفكير هل تعتقدون أن هنالك اختلاف بين جمل الشيخ وباقي جمال القبيلة؟ وهل يملك جميع أبناء القبيلة جمالا؟ عندما عاش البدو كمجتمع متنقل في الصحراء، ساعدهم انتماؤهم إلى الأطر العائلية والقبلية في توفير الحماية والأمن، ومكنّهم من التغلب على ظروف الحياة القاسية. أما اليوم، وبعد الانتقال لحياة الاستقرار، يمر المجتمع البدوي بمسارات تغيير تهز المبنى الاجتماعي التقليدي. لقد طرأ تغيير على حياة المجتمع البدوي، ويبرز ذلك في ضعف مكانة الإطار القبلي مقابل ارتفاع مكانة الإطار العائلي وارتفاع مكانة الفرد. فعلى سبيل المثال، كان لشيخ القبيلة صلاحيات واسعة وله مكانة وقدرة كبيرة على التأثير في داخل القبيلة. عندما حدثت خلافات أو نزاعات داخل القبيلة أو بين القبائل على مصادر المياه والمراعي، كان أبناء القبيلة يتوجهون لشيخ القبيلة لحل تلك الخلافات وكانت قراراته تقبل بدون اعتراض. أما اليوم، في القرى البدوية الثابتة (نمط حياة الاستقرار) هنالك قيادات جديدة تتمثل برؤساء المجالس المحلية والبلديات، الذين لديهم صلاحيات اتخاذ القرارات في مجالات الحياة المختلفة التي تخص السكان. كثيرون من هؤلاء القادة هم من الشباب الذين حصلوا على التعليم العالي الذي ساعدهم في مجالات مختلفة، وبطبيعة الحال قام هؤلاء بأخذ زمام المبادرة في اتخاذ القرارات التي تتعلق بهم وبمجتمعهم. هكذا تقلصت مكانة شيخ القبيلة، وفي كثير من الحالات لم يكن هو الوحيد الذي يحل المشاكل التي تواجه أبناء القبيلة، رغم انه ما زال يحظى بالاحترام بسبب مركزه الهام من قبل أبناء القبيلة ومن السلطة. المضارب – مجموعة من الخيام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق